رسالة من بنت مصرية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقال فى جريده الدستور
الأحد, 25-07-2010 - 10:49السبت, 2010-07-24 19:40
كتبه أسامه غريب

وصلتني هذه الرسالة من طالبة في كلية الهندسة طلبت مني
نشرها مساهمة مني في الجهد الذي يقومون به هي وزملاؤها من أجل مصر أفضل..
هذا نص الرسالة:

أنا شيماء الزين طالبة بهندسة شبرا. أكيد حضرتك عارف
إن النهارده 23 يوليو ذكري الثورة. وأكيد كمان حضرتك متابع الأحداث الأخيرة
في الشارع المصري وكمية الغضب اللي جوة كل حد عادي فينا. وحد عادي يعني حد
من أصحاب البلد الحقيقيين الطيبين اللي مش عايزين حاجة أكتر من إنهم يصحوا
الصبح في أمان ويخرجوا لأشغالهم وأماكن دراستهم في أمان ويرجعوا لبيوتهم
بأمان.

إحنا مش طالبين أكثر من الأمان.

الأمان في لقمة العيش، الأمان في إني أمشي في الشارع من غير ما ضابط أو أمين شرطة أو حتي مخبر يقل كرامتي.

الأمان في إني أتعلم تعليم مجاني بجد ما يطلعش عين أهلي الغلابة في مصاريفه.

الأمان في إن أخويا يلاقي شغل وما يروحش يتبهدل في بلاد الله الواسعة.

الأمان في إن أبويا يروح يجيب لنا بجنيه عيش ويرجعلنا سليم وبسرعة.

الأمان في إني أفتح جرنان أو مجلة ما ألاقيش كلام عن مصر تانية غير اللي أنا عايشة فيها.

الأمان في أبسط الأمور مفتقد وغير موجود في مصر.. لهذا
فقد قررنا أن ننزل إلي الشارع في صمت، وفي هدوء، وفي أدب وفي احترام وفي
حزن.. لأننا ممتلئون بالحزن.

قررنا أن نقف بهدوم الحداد وظهرنا للشارع.. بس عشان نوصل للناس اللي فوق عدم رضانا ونوصل لهم حزننا، وممكن كمان تقول مأساتنا.

مش طالبة من حضرتك أكتر من احترام الرسالة دي، وتغطية
وقفتنا الصامتة واحتجاجنا الهادئ وغضبنا من كل ما يحدث حولنا ويحيل حياة
المصري البسيط إلي جحيم .

نريدك أن تساعدنا في إيصال صوتنا علشان لما البلد دي
تتغير في يوم، وإن شاء الله يكون قريب يبقي حضرتك قدمت حاجة حتي لو قليلة..
وشكراً مقدماً لاهتمامك.

ها هي الرسالة الحزينة التي كتبتها بنت مصرية تتألم
علي حال مصر، لكنها في الوقت نفسه رسالة باعثة علي الأمل، ومن الواضح أن
مرسلتها قد بعثتها إلي الكثير من الكتاب والصحفيين أملاً في لفت الانتباه
ودفع وعي الناس نحو ما وصلنا إليه من ترد.

وها أنا يا ست شيماء قد نشرت كلماتك آملاً مثلكم أن
تري مصر عما قريب أياماً أفضل من الأيام الزفت الخانقة التي دهست أبسط
أحلامنا، لكني في الوقت نفسه يا شيماء أتمني عليكم ألا تنسوني إذا قدر لكم
أن تزيحوا الحكام الحاليين وتمسكوا الحكم بأنفسكم.

ومقابل مساهمتي التي قدمتها لكم أريد أن تردوا لي
الجميل وأن تكافئوني وتمنحوني وزارة الإسكان لأنني بصراحة قد تورطت ووعدت
ابن خالتي أن أمنحه جزءاً عزيزاً وغالياً من أرض مصر إكراماً لخاطر أمه
الست خالتي.. وليس عندي وسيلة للوفاء بالوعد سوي وصول أصدقائي للحكم.